خذوا العبرة قبل الحسرة

إن الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له

.. الاخوة القراء

أخبار التائبين جميلة ورائعة وقصصهم شيقة وفائقة ، إنها حياة من تاب وأناب وعاد الى مولاه بقلب ينزف دماً ، وعيناً تسكب دمعاً ، تجده في كل وقت يبحث عن ساعات لقاء مولاه لعله يعوض ما فاته في ليالي البؤس والشقاء والحرمان

إنها قصص واقعية حوادثها مع اناس عاشوا حياة اللهو والترف والطريق الملتوي ولكنهم وجدوا سبيلهم مع الله فعادوا ليجدوا الطريق المستقيم وحلاوة الايمان

فالتائب يمثل نفسه كالغريق في البحر نجا من اللجة الى الشاطئ أو كالعقيم الذي بشر بإبن بل كالام التي اختلست طفلها من يد الاعداء

أخي في الله عد الى الله قبل فوات الاوان عد الى الخالق قبل ان يأتي ذلك اليوم الذي لا تقبل فيه التوبة وأعلم ان الله يفرح بتوبة عبده فرحا شديدا فجاهد نفسك واصبر واحتسب وابتعبد عن ما يغضب الله

لذا أخي الفاضل وجدنا أن القصص هي الموعظة والعبرة والدرس الذي يخرج منه الانسان بفائدة ، فقد روي عن بعض السلف أنه قال القصص جنود الله ، ولا ننسى القرآن وما وردت به من آيات تحث على سرد القصص

يقول الله عز وجل في كتابه العزيز

111 يوسف لقد كان في قصصهم عبرة لاولي الالباب

120 هود وقال سبحانه وكلاً نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك

176 الاعراف وقال سبحانه أيضا موجها نبيه عليه الصلاة والسلام فاقصص القصص لعلهم يتفكرون

إذا فلا ينبغي الاستهانة بالقصص لما لها اثر ملموس ، كما لا ينبغي الغلو فيها وجعلها هي المادة الوحيدة للمواعظ والدروس فلا إفراط ولا تفريط وخير الامور الوسط

اخير وليس اخراً نوصيك أيها الشاب بطلب العلم وملازمة العلماء وحضور مجالسهم ومصاحبة الاخيار الجادين الذين يعينونك على السير في هذا الطريق والثبات عليه واعلم اخي في الله انه مهما كثرت ذنوبك ومعاصيك فإن رحمة الله واسعة

: قال تعالى

قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم

YOU MUST HAVE