حميد كشكولي

نسبي  ربما يصل إلى قصبة  محترقة  في الأهوار،

إلى سمكة سمراء في بحر "قزوين" ،

إلى ذرات غبار تصعد من تحت سنابك خيول المغول،

أو ربما إلى كلبة سائبة في الشام.

حين ولدت كان " الوند" يجري دما،

و نخيل أهلي كادت أن تموت من العطش،

و السمك أخرجت رؤوسها تتطلع إلى الله،

و ترثي بشرا  دخلوا في دين جديد ،

 غداالتبول في أصص الورود ،

و النواح على قتلاهم من طقوسهم.

اصبحت مؤمنا بالثالوث،

وكنت أصلي ،

باسم الريح القدس،

والورد ،

و الماء ، آمين.

و تشيّعت ،

و كان رأس شهيدي ينثر فضة الحزن على سطوح منازلنا،

لكي نبكي.

 حين مات أبي ،

عجزت أذناي عن سماع هديل الحمام،

و نواح طيور فقدت فراخها في سيول العار.

آه!  يومذاك تربة مدينتي  احمرت من الخجل...

إذ كان أبي يُحرق الرمل بلا رحمة  و يعجنه   ناصع البياض لكي يخبزوا به بيوتا لله ،

و حرما لنساء الأتقياء.

 وحين مات  انتقمت منه الأرض ،

و مدت السماء  أياديها الملونة للأرض  استحسانا.

 

1