النداء الاول للإمام الشهيد السيد الصدر بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين وصحبه الميامين. أيها الشعب العراقي المسلم: اني اخاطبك أيها الشعب الحرّ الأبي الكريم، وأنا أشدُّ الناس ايماناً بك، وبروحك الكبيرة، وبتاريخك المجيد، وأكثرهم اعتزازاً لما طفحت به قلوب أبنائك البررة، من مشاعر الحب والولاء والبنوة للمرجعية اذ تدفقوا الى أبيهم يؤكدون ولائهم للاسلام بنفوس ملؤها الغيرة والحمية والتقوى يطلبون منّي أن أظل أواسيهم وأعيش آلامهم عن قرب لأنها آلامي. وأني أود ان أؤكد لك يا شعب ابائي وأجدادي اني معك وفي أعماقك ولن أتخلى عنك في محنتك، وسأبذل آخر قطرة من دمي في سبيل الله من أجلك. وأود أن أؤكد للمسؤولين ان هذا الحكم الذي فرض بقوة الحديد والنار على الشعب العراقي وحرمه من أبسط حقوقه وحرياته من ممارسة شعائره الدينية لا يمكن ان يستمر، ولا يمكن ان يعالج دائماً بالقوة والقمع وان القوة ما كانت علاجاً حاسماً دائماً الاّ للفراعنة والجبابرة. اسقطوا الآذان الشريف من الاذاعة فصبرنا، أسقطوا صلاة الجمعة من الاذاعة فصبرنا وطوقوا شعائر الامام الحسين «ع» ومنعوا القسم الاعظم منها فصبرنا، وحاصروا المساجد وملؤوها امناً وعيوناً فصبرنا، وقاموا بحملات الإكراه على الانتماء الى حزبهم فصبرنا، وقالوا انها فترة انتقال يجب تجنيد الشعب فيها فصبرنا، ولكن الى متى، الى متى تستمر فترة الانتقال، اذا كانت فترة عشر سنين من الحكم لا تكفي لإيجاد الجو المناسب لكي يختار الشعب طريقه فأية فترة تنتظرون؟ واذا كانت فترة عشر سنين من الحكم المطلق لم تتح لكم أيها المسؤولون اقناع الناس بالإنتماء الى حزبكم إلاّ عن طريق الإكراه فماذا تأملون؟ واذا كانت السلطة تريد ان تعرف الوجه الحقيقي للشعب العراقي فلتجمد اجهزتها القمعية اسبوعاً واحداً فقط، ولتسمح للناس بأن يعبروا خلال اسبوع واحد كما يريدون! انني أطالب باسمكم جميعاً أطالب باطلاق حرية الشعائر الدينية وشعائر الامام أبي عبدالله الحسين «ع». كما وأطالب باعادة الآذان وصلاة الجمعة والشعائر الاسلامية الى الاذاعة وأطالب باسمكم جميعاً بإيقاف حملات الإكراه على الانتساب الى حزب البعث على كل المستويات وأطالب باسم كرامة الإنسان بالإفراج عن المعتقلين بصورة تعسفية وإيقاف الاعتقال الكيفي الذي يجري بصورة منفصلة عن القضاء. وأخيراً أطالب باسمكم جميعاً وباسم القوى التي تمثلونها بفسح المجال للشعب ليمارس بصورة حقيقية حقه في توفير شؤون البلاد وذلك عن طريق إجراء انتخاب حرّ ينبثق عنه مجلس حرّ يمثل الأمّة تمثيلاً صادقاً، وأني أعلم ان هذه الطلبات سوف تكلفني غالياً وقد تكلّفني حياتي، ولكن هذه الطلبات هي مشاعر امة، وطلبات امة، وإرادة امة، ولا يمكن ان تموت امة تعيش في أعماقها روح محمد وعلي والصفوة من آل محمد واصحابه، واذا لم تستجب السلطة لهذه الطلبات فإني ادعو أبناء الشعب العراقي الأبي الى المواصلة في هذه الطلبات مهما كلفه ذلك من ثمن، لأن هذا دفاع عن النفس، دفاع عن الكرامة دفاع عن الإسلام، رسالة الله الخالدة والله ولي التوفيق. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. محمد باقر الصدر النجف الاشرف ـ 20 رجب 1399 هـ النداء الثاني للإمام الشهيد السيد الصدر بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين الميامين. يا شعبي العراقي العزيز، يا جماهير العراق المسلمة التي غضبت لدينها، لكرامتها ولحريتها وعزتها ولكل ما آمنت به من قيم ومثل. أيّها الشعب العظيم، إنّك تتعرض اليوم لمحنة هائلة على يد السفاكين والجزارين الذين هالهم غضب الشعب وتململ الجماهير بعد ان قيدوها بسلاسل من الحديد ومن الرعب، وخيل للسفاكين انهم بذلك انتزعوا من الجماهير شعورها بالعزة، والكرمة، وجردوها من صلتها بعقيدتها وبدينها وبمحمدها العظيم لكي يحوّلوا هذه الملايين الشجاعة المؤمنة من أبناء العراق الأبي الى دمى وآلات يحركونها كيف يشاؤون ويزقونها ولاء عفلق وأمثاله من عملاء التبشير والاستعمار بدلاً عن ولاء محمد وعلي «صلوات الله عليهما». ولكن الجماهير دائماً هي أقوى من الطغاة مهما تفرعن الطغاة وقد تصبر ولكنها لا تستسلم. وهكذا فوجىء الطغاة بأن الشعب لا يزال ينبض بالحياة وما تزال لديه القدرة على ان يقول كلمته. وهذا هو الذي جعلهم يبادرون الى القيام بهذه الحملات الهائلة على عشرات الالاف من المؤمنين، والشرفاء من أبناء هذا البلد الكريم، حملات السجن، والاعتقال، والتعذيب، والإعدام وفي طليعتهم العلماء المجاهدون الذين يبلغني إنّهم يستشهدون الواحد بعد الآخر تحت سياط التعذيب وإنّي في الوقت الذي أدرك عمق هذه المحنة التي تمرّ بك ياشعبي وشعب آبائي وأجدادي أؤمن بأن استشهاد هؤلاء العلماء واستشهاد خيرة شبابك الطاهرين وأبنائك الغيارى تحت سياط العفالقة، لن يزيدك إلاّ صموداً وتصميماً على المضي في هذا الطريق حتى الشهادة أو النصر. وأنا أعلن لكم يا أبنائي بأني صممت على الشهادة ولعل هذا هو آخر ما تسمعونه منّي، وأن أبواب الجنّة قد فتحت لتستقبل قوافل الشهداء حتى يكتب الله لكم النصر. وما ألذّ الشهادة التي قال عنها رسول الله «ص» أنها حسنة لا تضر معها سيئة والشهيد بشهادته يغسل كل ذنوبه مهما بلغت. فعلى كل مسلم في العراق، وعلى كل عراقي في خارج العراق أن يعمل كل ما بوسعه ولو كلّفه ذلك حياته من أجل إدامة الجهاد والنضال لإزالة هذا الكابوس عن صدر العراق الحبيب، وتحريره من العصابة اللاإنسانية وتوفير حكم صالح فذّ شريف طيّب يقوم على أساس الإسلام. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته محمد باقر الصدر شعبان ـ 1399 هـ النداء الثالث للإمام الشهيد السيد الصدر بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين وصحبه الميامين. يا شعبي العراقي العزيز.. أيها الشعب العظيم.. اني اخاطبك في هذه اللحظة العصيبة من محنتك، وحياتك الجهادية بكل فئاتك، وطوائفك بعربك، وأكرادك بسنتك، وشيعتك، لان المحنة لا تخص مذهباً دون آخر، ولا قومية دون اخرى، وكما ان المحنة هي محنة كل الشعب العراقي فيجب ان يكون الموقف الجهادي، والرد البطولي، والتلاحم النضالي هو واقع كل الشعب العراقي. واني منذ عرفت وجودي ومسؤوليتي في هذه الامة بذلت هذا الوجود من أجل الشيعي والسني على السواء، ومن أجل العربي والكردي على السواء، حيث دافعت عن الرسالة التي توحّدهم جميعاً وعن العقيدة التي تهمهم جميعا، ولم أعش بفكري وكياني الاّ للاسلام طريق الخلاص وهدف الجميع. فأنا معك يا أخي وولدي السني بقدر ما أنا معك يا أخي وولدي الشيعي، انا معكما بقدر ما انتما مع الاسلام، وبقدر ما تحملون هذا المشعل العظيم لانقاذ العراق من كابوس التسلط والاضطهاد. ان الطاغوت وأولياءه يحاولون ان يوحوا الى أبنائنا البررة من السنة ان المسألة مسألة شيعة وسنة وليفصلوا السنة عن معركتهم الحقيقية ضد العدو المشترك. وأريد أن أقولها لكم يا أبناء علي والحسين وأبناء أبي بكر وعمر ان المعركة ليست بين الشيعة والحكم السني، ان الحكم السني الذي مثّله الخلفاء الراشدون والذي كان يقوم على أساس الاسلام والعدل حمل عليّ السيف للدفاع عنه، اذ حارب جندياً في حروب الردة تحت لواء الخليفة الاول أبي بكر وكلنا نحارب تحت راية الاسلام مهما كان لونها المذهبي، ان الحكم السنّي الذي كان يحمل راية الاسلام قد أفتى علماء الشيعة قبل نصف قرن بوجوب الجهاد من أجله، وخرج الالاف من الشيعة وبذلوا دمهم رخيصاً من أجل الحفاظ على راية الاسلام ومن أجل حماية الحكم السني الذي كان يقوم على أساس الاسلام. ان الحكم الواقع ليس حكماً سنياً وان كانت الفئة المتسلطة تنتسب تاريخياً الى التسنن فان الحكم السنّي لا يعني حكم شخص ولد من ابوين سنيين بل يعني حكم أبي بكر وعمر الذي تحداه طواغيت الحكم في العراق اليوم في كل تصرفاتهم وهم ينتهكون حرمتهم للإسلام وحرمة علي وعمر معاً في كل يوم وفي كل خطوة من خطواتهم الاجرامية. ألا ترون يا أولادي وأخواني انهم أسقطوا الشعائر الدينية التي دافع عنها علي وعمر معاً؟ ألا ترون انهم ملئوا البلاد بالخمور وحقول الخنازير وكل وسائل المجون والفساد التي حاربها علي وعمر معاً؟ ألا ترون انهم يمارسون أشد ألوان الظلم، والطغيان تجاه كل فئات الشعب؟ ويزدادون يوماً بعد يوم حقداً على الشعب وتفنناً في امتهان كرامته والانفصال عنه والاعتصام ضده في قصورهم المحاطة بقوى الامن والمخابرات بينما كان علي وعمر يعيشان مع الناس وللناس وفي وسط الناس ومع آلامهم وآمالهم. ألا ترون الى احتكار هؤلاء السلطة احتكاراً عشائرياً يضفون عليه طابع الحزب زوراً وبهتاناً؟ وسدّ هؤلاء ابواب التقدم امام كل جماهير الشعب سوى اولئك الذين رضوا لأنفسهم الذل والخضوع وباعوا كرامتهم وتحولوا الى عبيد أذلاء، ان هؤلاء المتسلطين قد امتهنوا حتى كرامة حزب البعث العربي الاشتراكي حيث عملوا من أجل تحويله من حزب عقائدي الى عصابة تفرض الإنضمام اليها والانتساب اليها بالقوة والإكراه. وإلاّ فأي حزب حقيقي يحترم نفسه في العالم يطلب الإنتساب اليه بالقوة؟ إنّهم أحسوا بالخوف حتى من الحزب نفسه الذي يدعون تمثيله، انهم أحسوا بالخوف منه اذا بقي حزباً حقيقياً له قواعده التي تبنيها، ولهذا أرادوا أن يدهموا قواعده بتحويله الى تجمع يقوم على اساس الإكراه والتعذيب ليفقد اي مضمون حقيقي له. يا أخواني وأبنائي من أبناء الموصل والبصرة من أبناء بغداد وكربلاء والنجف من أبناء سامراء والكاظمية.. من أبناء العمارة والكوت والسليمانية.. من أبناء العراق في كل مكان: إنّي أعاهدكم بأني لكم جميعاً ومن أجلكم جميعاً وإنّكم جميعاً هدفي في الحاضر والمستقبل، فلتتوحد كلمتكم ولتتلاحم صفوفكم تحت راية الاسلام ومن أجل انقاذ العراق من كابوس هذه الفئة المتسلطة وبناء عراق حرّ كريم تحكمه عدالة الإسلام وتسوده كرامة الإنسان ويشعر فيه المواطنون جميعاً على اختلاف قومياتهم ومذاهبهم بأنهم اخوة يساهمون جميعاً في قيادة بلدهم وبناء وطنهم وتحقيق مثلهم الإسلامية العليا المستمدة من رسالتنا الإسلامية وفجر تاريخنا العظيم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. النجف الاشرف شعبان ـ 1399 هـ
|