صباح القيامة
لك أقول قم (مرقس 5 : 41 )
عندما استيقظ أراك معى ، وأشعر بحضورك الذى يملأنى بهجة وبحبك الذى يغمرنى . هذا يذكرنى بالمرات الكثيرة التى كان فيها تلاميذك يستيقظون فى الصباح أيام وجودك على الأرض … نعم أعرف جيداً ، لحظات الفجر فى الجليل ، على شاطئ البحيرة ، بين طبرية وكفرناحوم . فالعصافير تغنى بصوت رائع لم أسمعه فى مكان آخر ، والشمس لم تشرق بعد ولكنها بدأت تلقى بأشعة نورها فوق امواج البحر المترقرق …
ولكن صحواتك يامعلم تعطى قوة لصحواتى أكثر بكثير مما تعطينى صحوات تلاميذك إنك حينما تصحو ، فأول حركة لك لا يمكن أن تكون إلا حركة نحو الآب .
أه يامخلصى ، فحتى قبل أن أستيقظ ، أنت حاضر معى . إنك تطلبنى " صوت حبيبى قارعاً ، افتحى لى … حبيبى مد يده من الكوة ، فأنت عليه أحشائى …" ( نشيد الأناشيد 5 : 2 ، 4 ) " هوذا واقف وراء حائطنا ، يتطلع من الكوة ، يوصوص من الشبابيك ، أجاب حبيبى وقال لى : قومى " ( نشيد الأناشيد 2: 9 ، 10 ) .
ربى يسوع ، إن كل يوم جديد هو فرصة لقاء تمنحها لى . وفى كل مرة ، فإنك تسبقنى لهذا اللقاء . فامنحنى إذن أن يبدأ كل يوم باشتياق لهذا اللقاء معك ، وبرغبة للنمو فى المعرفة والحب . ليت كل استيقاظ لى يسبب لى فرحاً ووعداً بحضورك . ياربى يسوع ، أنا أعلم أنك هناك تأخذنى بين ذراعيك ، إننى لا أستطيع بل ويجب ألا أنسى أولئك الذين لا يعرفونك ، أولئك الذين لم تستنر صحواتهم بنورك - الذى هو اشراقة الشمس الحقيقية – والذين يقاسون من الفجر الشاحب والمرضى الذين يقتربون من الموت ، والمحكوم عليهم بالموت الذين يعيشون فى الألم المبرح والذين يحسبون الساعات والدقائق وأولئك الذين يعيشون فى قلق ولا يعرفون كيف سيحصلون على طعامهم اليومى ، وكيف سيطعمون أطفالهم ، والذين فى مرارة وألم يخرجون إلى عملهم المضنى قبل الصباح الباكر ، والخاطئ الذى يستيقظ ضميره ولا تزال مرارة الخطية فى فمه ، كل أولئك الرجال والنساء ، أنت تعرفهم يارب ، وتشفق عليهم . فاجعل نفسى تتحد بحنانك من نحوهم واجعل روحى تتحد بإرادتك أن لا تدع هذا اليوم يمر بدون أن يحصلوا على معرفة إلهية تقدم إليهم فى الخفاء .
إنه المسيح المقام ، هو يأتى إلىَّ كل يوم فى الفجر . ومهما كانت ارتباكاتى وصعوباتى فإن بداية أيامى ستكون مشرقة إذا كنت أتذكر - بروحى وبعقلى – أن مخلصى قد هزم كل قوات الشر والموت
الأب ليف جيليه
عن كتاب حضور المسيح