"قدم لهم مثلاً آخر قائلا يشبه ملكوت السماوات حبة خردل أخذها إنسان و زرعها في حقله و هي أصغر جميع البزور و لكن متى نمت فهي أكبر البقول و تصير شجرة حتى إن طيور السماء تأتي و تتآوى في أغصانها" (متى 13 : 31 ـ 32).
الحياة الجوانية
هى بذرة تلقى فى القلب ، فإن وجدت الرعاية أتت بثمر روحى مائة وستون وثلاثون.
فما هى البذرة ؟ هى كلمة الحياة كلمة الله
ماذا تحتاج لكى تنمو ؟ أرض طيبة ، ماء ، فضاء
ماذا تحتاج كلمة الله داخلك ؟ طاعة ، مداومة ، صلاة ، تأمل .
ماذا يحدث للبذرة حينئذ ؟ ينكسر غلافها الخارجى ، تتغير ، تصير نبتة صغيرة ، تمد جذورها فى الأرض
ماذا يحدث لمن يخبئ كلمة الله بفرح فى طاعة فى قلبه ؟
يبدأ فى التغيير ، تنكسر قشرته الخارجية ، لا يعود متكبراً . يبدأ يمد جذوره فى تربة الحياة الروحية
النبتة لا تصير شجرة فى يوم وليلة ، لا بد أن ترويها باستمرار ، تلتقط الحشائش الضارة من حولها، تنقب حولها وتضع سماداً .كذلك نبتة الحياة الجوانية داخلك ، لا يكفى أنها زٍرعت قديماً فى القلب ، لابد أن تروى كل يوم بالصلاة السرية ، بالتأمل ، بالكلمة ، بالإفخارستيا . الروح القدس يتعهدها باشتراكك معه ، بأمانتك ، بإخلاصك للكلمة . نظف حول نبتتك بالتوبة ، الإنجيل فيها ليس لتعليم الناس بل لتبكيت النفس أولاً ساعد نبتتك بوضع سياج حولها لحمايتها من الثعالب الصغيرة المفسدة للكروم ، ساعدها بالبعد عن المعاشرات الردية .
النبتة تصير شجرة . العصارة فى داخلها تغذيها لتنتج ثمراً . الثمرة اشتراك فى العمل بين الروح ـ المياه الحية ـ وبينك أى إمكانياتك البسيطة . الثمرة علامة حياة ، لا تقدر الشجرة ألا تثمر هى تثمر لتعيش وفيما هى تثمر لحياتها يتغذى الآخرون أيضاً .فتصير الثمرة حياة هنا وسبب مكافأة فى الدهر الآتى .
الذى له الحياة الجوانية لا يستطيع إلا أن يثمر وإلا فليراجع حياته الجوانية. ينقى الحشائش ، يسقى نبتته، قد تكون المياه محجوزة عن الأرض موجودة لكنها محجوزة قد يكون هناك خطية محبوبة فى القلب
قد لا يوجد فضاء لنمو الشجرة لا توجد فرصة تتنفس فيها كلمة الله داخلك . المشغولية وهموم الحياة تخنق الكلمة داخلك . التوبة هى مراجعة لحياتنا الجوانية . ووضع الأولويات ضرورة لحياتنا .
فإن أتت عاصفة على الشجرة ـ والعواصف تجارب فى حياتنا ـ قد تهتز الشجرة وتقع أوراقها أما أصل الشجرة فثابت فى المسيح .