بماذا يقوم الشاب طريقه (مز119: 9)..

 التوبة.. قصة حقيقية

 
 
 

 اقرأ هذه القصة ثم ناقش الاسئلة التى فى نهايتها.

قصة الشاب مجدى يسى الذى حكم عليه بالاعدام عام 1958 بالتفاصيل الكاملة.

من يصدق ان هذا الشاب الذى يبتسم ذاهب الى المشنقة؟ ماذا قالت له العذراء مريم فغيرت الحكم من 3 سنوات الى الاعدام؟ هذة هى قصته وما أعجبها قصة؛ قصة توبة عجيبة.

 بداية مقدسة: كان مجدى يسى طالبا فى الجامعة، وكان يحضر للاعتراف عند ابونا ميخائيل ابراهيم مرة كل شهر وكان مواظبا على التناول وقراءة الانجيل. وقد تعلم أن يصلى بمواظبة صلاة باكر صباحا قبل الخروج، وصلاة الغروب قبل بدء المذاكرة مساء، مع قراءة الانجيل، والتأكيد على دفع العشور وأكثر منه بقليل من مصروفه، مع المواظبة على اجتماع الشباب. وفى كل مرة كان مجدى يخرج من الاعتراف وقد تذود بقوة روحية تسندة طوال الشهر.

 تاثير المعاشرات الرديئة: قال الكتاب: "المعاشرات الرديئة تفسد الاخلاق الجيدة" (1كو15: 33) كان فخ المعاشرات الردئية هو الفخ الذى نصبة عدو الخير لمجدى حيث تعرف فى الكلية على مجموعة زملاء منهم: سامى، ومنير، وعماد، ومحسن، والبعض الاخر من غير المؤمنين... فكان يخرج معهم ويذاكر معهم... وزادت العلاقة بينهم حتى دار بينه وبين أحدهم ذات يوم هذا الحوار:

ـ خد يا مجدى السجارة دى.

ـ لا....انا مش با أدخن.

ـ خليك راجل متبقاش متزمت..وبدأ مجدى فى صراع داخلى مع نفسه... هل يقبل السيجارة أم يرفضها بشجاعة؟ وماذا لو عرف أبونا ميخائيل بأمر السيجارة... وأخيرا قرر مجدى فى نفسه قائلا: سآخذ هذه السيجارة ولكنى لن أعود إليها مرة ثانية... وهكذا؛ دخن مجدى السيجارة الأولى وهو شاعر بالذنب...

وبينما مجدى يشرب السيجارة قال له زميل اخر: إلى متى ستظل يا مجدى طفلاً خائفا من والديك...نحن الان رجال نعمل ما نريدة..

ودخل بينهم فى الحديث زميل ثالث قائلا: أنا معى (بون) بخمسة أشخاص لسينما قصر النيل لقضاء السهرة الليلة وبعد رجوعنا نستذكر دروسنا... وإذا سأل علينا أحد نقول له ذهبنا نذاكر عند سامى خصوصأ وان سامى ليس عنده تليفون حتى يسأوا علينا هناك.

وسأل مجدى نفسة قائلاً: هل معقول نكذب وكمان نضيع الوقت؟...ترى كيف سأواجه ابونا ميخائيل عند ذهابى للاعتراف المرة القادمة.

تدحرج الكرة: لقد وافق مجدى بعد الجلسة معهم على السيجارة وها هو الان يذهب معهم الى السينما وكان الفيلم يحكى قصة اجرامية لمجموعة اصحاب يسرقون المال فيصبحون أغنياء بسرعة وكل منهم له سيارته الخاصة. وهنا جاءت الفكرة لذهن سامى ...لماذا لا نفعل مثل هذة المجموعة فيصير عندنا المال الكثير بطريقة سهلة ... وخرج الاصدقاء الخمسة من السينما فرحين ما عدا مجدى الذى كان حزينا ولا يعلم كيف يفلت من هذه الصداقة التى تطورت حتى اشترى احدهم زجاجة خمر، وبدأوا يشربون...وبدأت الخمر تلعب برؤوسهم وهكذا استمرت الكرة فى التدحرج...ولكن... هل يقف الرب يسوع بعيداً وهو يرى هلاك اولاده.

 لا تطفئوا الروح: كان الروح القدس يعمل فى قلب مجدى فشعر بتأنيب الضمير. وأراد أن يقطع علاقته نهائياً بهؤلاء الاصحاب الذين ساهموا بالنصيب الاكبر فى انحدار علاقتة الروحية والدراسية.

وصدق احد القدسين عندما قال: القريب من مادة الخطية تحاربة حربان.. حرب من الداخل وحرب من الخارج.. أما البعيد عن مادة الخطيئة فتحاربة حرب واحدة من الداخل. لذلك قرر مجدى أن يبعد عنهم ويذهب حالاً للاعتراف عند ابونا ميخائيل ..فذهب وهو فى صراع بين راحة ضميرة وبين اللذة الذي بدأ يعيشها مع هؤلاء الأصدقاء. وعندما ذهب للأسف لم يجد أبونا بالكنيسة. ولأول مرة يرجع مجدي فرحان لعدم وجود أبونا بالكنيسة لأنه كان يخاف المواجهة....فرجع ونام وهو في قلق..

 الشيطان يفتقد: عندما بدأ مجدى يفكر فى ترك هؤلاء الاصدقاء والذهاب للاعتراف بدا الشيطان يخاف عليه (والأمانة) تقتضى أن يفتقده... لذلك أرسل له فى الصباح الباكر مباشرة منير وسامى اللذين ايقظاه قائلين: أنت لسة نايم عايزين نخرج نتمشى.

ـ لا أنا عايز أروح الكلية. من حوالى أسبوع وأنا لا أعرف المحاضرات الى اخدوها فقالوا له: نحن نذهب معك الى الكلية. ذهبوا إلى الكلية واتفقوا أن يتقابلوا بعد الظهر فى منزل عماد وهناك دار الحوار الاتى: سامى: الحقيقة إحنا محتاجين الى مبلغ كبير لان مصروفنا لم يعد يكفى طلباتنا من السجاير والخمر والسينما وخلافه.

عماد: أنا عندى فكرة الجيران إللى فوق بيتركوا عندنا مفتاح شقتهم. علشان أولادهم لما يرجعوا من المدرسة بيكون الوالدين فى الشغل. إحنا ممكن نعمل نسخة من المفتاح والشهر الجاى هيسافروا للمصيف، ممكن نبقى ندخل الشقة ونأخذ جزء من الذهب الى عندهم.

منير: فكرة جميلة جدا احنا موافقين.

كل هذا ومجدى يسمع دون ان يشترك فى الحوار. وفعلاً تم عمل المفتاح وعندما سافر الجيران للمصيف دخل منير مع عماد الشقة واخدوا غويشة وباعوها ب 200 جنية وقرروا أن يعمل منير كأمين صندوق للجماعة. ومرت هذة الواقعة دون ان يكتشفها أحد حتى عندما رجعت الاسرة من المصيف واكتشفت الزوجة ضياع الغويشة لم تشك فى أحد. وهكذا ظهر للاصدقاء وكأن خطتهم قد نجحت ففكروا فى تكرارها ولو بطريقة اخرى. وبعد نهاية الامتحانات ذهبوا إلى الاسكندرية. وهناك تعرفوا على شابين جدد. وفى منزل الشابين توطدت العلاقة اكثر وأكثر. حتى قدم الشابان للاصحاب الخمسة بعض المخدرات ملفوفة فى شكل سجاير فكانوا يفرحون وهم يشربون.. أما مجدى فكان قد نسى تماما موضوع الاعتراف واجتماع الشباب واستمر فى هذة العلاقة معهم حوالى سنة حتى أصبحوا يمارسون الجنس مع البنات كل أسبوع بعد أن يشربوا المخدرات فى شكل سيجارة يتبادلون منها الانفاس.

 هأنذا واقف على باب وأقرع: رغم ما وصل إليه مجدي من الانحدار إلا ان الرب يسوع لازال يطلبه ويفتش عليه.. فها هي والدته وأخته يتسلمان من خدام اجتماع الشباب صورة للرب يسوع وهو يقرع على الباب مكتوبا خلفها حضرنا لزيارتك يا أخ مجدي . المسيح ينتظر حضورك. اجتماع الشباب الخميس المقبل. الرب معك ونحن نصلى من أجلك. وعندما استلم مجدي هذة الصورة سأل نفسه: هل ترى يقبلني الله لو ذهبت للاجتماع؟.. لا.. لا أظن..لقد دنست نفسى وجسدى فلا يجب أن أكون وسط القديسين...وبينما هو في هذه الأفكار قالت لة اخته مارى: يا مجدى أنت بقيت تخرج كثير من البيت ولك مدة كبيرة لم تأكل معنا.

ـ إنتى عارفة انى بذاكر مع اصحابى

ـ أنا يا مجدى مش مستريحة لهؤلاء. خصوصاً ان من وقت ما عرفتهم وانت تركت اجتماع الشباب ولم اعد ارى كتبا روحية فى حجرتك...يا ريت تذهب لأبونا ميخائيل وتعترف لأن نفسيتك مش كويسة ومش ها تتحسن غير بالأعتراف.

الشيطان يقترح: التقى الاصحاب الخمسة ذات يوم فى منزل منير ـ أمين الصندوق ـ فقال منير: الفلوس الى معانا خلصت وعايزين نصرف..

سامى: هى ال 200 جنية بتاعة الغويشة خلصت.

منير: أيوة خلصت انت ناسى اننا بنصرف على السجاير والشم والبنات الى بنسهر معاهم كل اسبوع.

وهنا تساءل عماد: طيب هنجيب فلوس منين.؟ وهنا اقترح مجدى اقتراح هو ان يحضر كل واحد منهم 100جنية من أهله ويقول لهم بتاعت دروس خصوصية. وفعلا احضروا 500 جنية ووضعوها مع امين الصندوق.... وبعد نهاية الامتحانات اجتمعوا فى منزل سامى حيث كانت ال 500 جنية على وشك الانتهاء فاقترح سامى اقتراح جديد للحصول على الفلوس.

فقال :هنا الجيران فى الدور الارضى بالمصيف ونسيوا شباك المنور مفتوح ممكن ندخل عن طريق المواسير وناخذ اى شى.

بدأوا يخططون من يدخل ومن يراقب الطريق وفعلا دخل عماد ومنير من الشباك وكانت المفاجئة... ان الام موجودة ولم تسافر مفاجئة لم يتوقعوها اطلاقا ولم يعملوا حسابها فعندما حاولت الام ان تصرخ ربطوها وهددوها بالذبح وسألها عماد: أين الفلوس؟
الأم: فى الدولاب فلوس الشيك اللى صرفتة النهاردة 3000 جنية.

اخذ عماد ال 3 الاف جنية وتركوا الام بعد ان ربطوها وخرجوا وعندما حضر الجيران فكوا الام وابلغوا الشرطة ولكن لم يتم التعرف عليهم. وهكذا تكررت جرائم هذه المجموعة وكانت كلها تحفظ ضد مجهول حيت لم يتوصل إليهم  البوليس..وزادت سرقاتهم وزاد اجرامهم حتى قتلوا واماتوا اثنين اثناء السرقة وحجرت قلوبهم.

ليس مكتوم لن يستعلن: فى احدى السرقات بعد ان نزلوا من المنزل قابلهم رجل شرطة فسألهم من انتم؟ ارتبك منير وحاول أن يجرى. ولكن الجندى امسك منير وسامى. استطاع مجدى وعماد ومحسن ان يهربوا. وفى قسم الشرطة اعترف منير وسامى بباقى المجموعة.

ذات يوم رجع والد مجدى من الشغل فوجد الام تبكى ومارى تضع يدها على خدها وهى تقول يارب يارب.. فصرح الوالد فى ايه؟ فين مجدى؟ هل عمل حادثة؟ هل سقط فى الامتحان؟ اجابت الام والدموع تنهمر من عينيها ياريت ياريت.. مجدى حاليا مقبوض عليه فى قسم الشرطة. فصرخ الاب: مقبوض علية مع الاصحاب اياهم. فقالت الام: حضر فى الصباح عسكرى ومعة أمر بالقبض على مجدى وهو حاليا فى قسم شبرا وهنا سال العرق من وجة والد مجدى واتصل تليفونيا بالاستاذ فاروق المحامى. عند التحقيق مع مجدى فى القسم أشر وكيل النيابة على الأوراق بالحبس 15 يوماً على ذمة التحقيق فقال الاستاذ فاروق لوالد مجدى: غداً إنشاء الله نحاول الإفراج عنه بكفالة لحين بحث القضية. وإن شاء الله براءة.

ابونا ميخائيل بركة لجيلنا:  ذهبت مارى فى الصباح الباكر لمقابلة ابونا ميخائيل فوجدته يصلى القداس. فكتبت ورقة للصلاة من أجل مجدى وأرسلتها لتوضع على المذبح..وما إن صلى أبونا ميخائيل بعد صلاة القسمة من أجل مجدى الا ووجد ملاكاً بجوار المذبح يقول: أمين. بعد القداس تقابلت مارى مع ابونا وحكت له موضوع مجدى ولأن أبونا كان يعمل كاتباً فى قسم شرطة قبل رسامته كاهناً، لذلك فهو يعرف مقدار الاهانة والضرب الذى سينالة مجدى لذلك قال لمارى هيا نصلى لأجل مجدي. وصلى ابونا قائلا: يارب مجدى ابنك. خايف عليه ورجعه اليك. اذكر يارب ابوه، وامه، سامحه يارب، وسامحنى انا كمان، لا تسمح لعدو الخير ان يبتلعه، بل رافقه فى طريق عودته إليك. ووعد ابونا ان يصلى لأجل مجدى فى كل قداس وفى كل مرة كان ابونا يصلى فى القداس من أجله كان يرى الملاك بجوار المذبح يبارك هذه الصلاة.

مع كاهن السجن: امضى مجدى مدة ال 15 يوم فى السجن على ذمة التحقيق وتم تجديدها مرتين اى انة أمضى 45 يوما وهى أقصى مدة للحبس على ذمة التحقيق حتى يتم البت فى القضية. ذات يوم تقابل مجدى فى السجن مع الكاهن المكلف بزيارة المسجونين ودار بينها هذا الحوار

ـ صباح الخير يا ابونا.

ـ صباح الخير يا ابنى اسمك ايه؟

ـ اسمى مجدى وانا هنا فى قضية سرقة.

ـ تحب تتناول يا ابنى الاسبوع الجاى؟

ـ لا يا ابونا انما عايز من قدسك طلب.

ـ تحت امرك يا ابنى.

ـ عاوز اقابل ابونا ميخائيل ابراهيم وممكن قدسك تسهل له موضوع التصريح بالدخول واكون شاكر جدا لقدسك.

ـ حاضر يا ابنى مش عاوز اى حاجة من البيت هل تعوز فلوس يا ابنى؟

ـ شكرا يا ابونا...ضع اسمى على المذبح.

وحصل ابونا ميخائيل على التصريح وكان يصلى قبلها كثيرا لكى ينجح فى ان يسترد الفريسة من بين انياب الاسد. 

ابونا ميخائيل فى السجن: ما ان وصل ابونا للسجن حتى قدم التصريح وما ان رآه الحارس حتى قدم الاحترام والخشوع وقال لابونا: اتفضل هنا عند سيادة المأمور وما ان دخل ابونا إلا وقام المأمور وحياه قائلا: اتفضل يا ابونا ناخد بركة وعاوزك تدعى لزوجتى واولادى.

قال له ابونا: ربنا يبارك فى حضرتك وفى زوجتك واولادك. ثم سأله المأمور حضرتك يا ابونا عاوز مين؟ فأعطاه أبونا التصريح بزيارة المسجون مجدى يسى.

 فقال المامور: الولد ده كويس خالص واخلاق. وكل العساكر بيشكروا فية لانه نادم على الاعمال الى عملها.

نده المأمور على العسكرى. وأمره بإحضار مجدى. وعندما دخل مجدى قال له المأمور: أهلا مجدى؛ يا بختك بابونا كل البركة دى جات لك خلى لينا شوية مش كل الزيارة ليك وحدك.
ثم خرج المامور من حجرته الخاصة ومعه العسكرى وترك ابونا مع مجدى ياخدوا راحتهم فى الكلام رشم ابونا ميخائيل نفسة بعلامة الصليب ثم قبل مجدى فى وجهة قائلا: السلام لك يا سيدى مجدى.

هنا فتح مجدى فمة وتكلم قائلا: أنا مكسوف منك يا ابونا ولا استحق ان تتعب من اجلى انا خلاص ضللت.

ـ لا يا مجدى تعال مع بعض نقرأ الانجيل وفتح ابونا الانجيل على هذة الكلمات "إن اعترفنا بخطايانا فهو امين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل اثم...إن أخطأ أحد.  فلنا شفيع عند الاب..يسوع المسيح البار وهو كفارة لخطايانا.. وليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم. (1يو1 : 9-2 : 2.1).  ثم قال ابونا لمجدى: المسيح بيحبك يا مجدى وهو مات علشانك على الصليب وهو اللى ارسلنى لكى اقول لك هذا الكلام.. وانت هو الخروف الضال الذى جاء المسيح لكى يرده.

ولقد بكى مجدى اثناء كلام ابونا بكاءاً شديداً وسالت من عينيه أنهار من الدموع..وكان ابونا ميخائيل اثناء ذلك يضع يدة على جبهة مجدى ويضغط بشدة وهو يرشم الصليب مرات ومرات ثم وضع الصليب على رأس مجدى وصلى له التحليل وهنا شعر مجدى بسلام وطمأنينة لم يشعر بها من قبل. ثم قام ابونا وصلى على رأس مجدى قائلا: "ايها الرب يسوع اقبلنى انا الخاطىء واقبل اخويا مجدى ..سامحنى وسامح اخويا مجدى ..سامحنا يا من مت على الصليب لا ترفضنا من خلاصك بصلاة الست العدرا والشهيد مامرقس الرسول أمين." وقبل ان يترك ابونا المكان اعطى انجيله الخاص لمجدى وقال له: اقرأ فى الانجيل ده وإنشاء الله ازورك مرة تانية قريبا. فقال له مجدى: أرجوك ان تزور ابى وامى واختى وتطمئنهم وتريح خاطرهم.

ـ حاضر يا مجدى وانا كمان ارجوك اذكرنى فى صلاتك فاجاب مجدى قائلا: أنا يا ابونا مين اللى يصلى للتانى؟

ـ انا مش هنصرف من هنا الا اذا وعدتنى انك تصلى من اجلى كل يوم.

ـ حاضر يا ابونا.

ثم انصرف ابونا من السجن بعد ان شكر سيادة المامور على محبته وحسن استقباله. عندما رجع مجدى الى زنزانته أمسك بالانجيل وبدأ يقرأ من أول إنجيل متى فقرأ العهد الجديد باكملة(260 اصحاح) فى حوالى يومين وهو فى ملء الفرح..ثم فكر مجدى قائلا: هناك آيات كثيرة مملؤة بالرجاء لقبول الله لى وقد نسيت ان اضع تحتها خطاً وأحفظها، لذلك سوف أقرأ الانجيل مرة ثانية وكان من بين الايات التى اعطتة رجاء وحفظها:'"لا يحتاج الاصحاء الى طبيب بل المرضى لم آت لأدعو أبراراً بل خطاة الى التوبة" (مر 2 : 7) ، " ليس شى غير ممكن لدى الله (لو 1: 37).

وقد وجد فى الانجيل ان مجدى وضع بروازاً أحمر كبيراً حول هذه الأية: "انظروا ...اسهروا وصلوا لانكم لا تعلمون متى يكون الوقت." (مر 13 : 33).

وفى الليلة الثالثة من زيارة أبونا ركع مجدى وصلى وكانت الدموع تنهمر من عينيه وهو يقول: نا غير مستحق أن تموت من أجلى على الصليب من أجل الدم المسفوك اقبلنى وسامحنى ببركة القديسة العذراء مريم والقديس موسى الاسود الذى تاب ورجع اليك أمين".

العذراء فى زيارة للسجن: ما ان وضع مجدى رأسه على الارض حتى يستريح قرب الفجر الا ووجد الزنزانة كلها تنور وهو لا يعلم هل هو نائم ام يقظ؟ ورأى العذراء مريم كلها جمال وحلاوة وقالت له: "يا مجدى الرب يسوع بيحبك وهو مات على الصليب من أجلك وأنا كنت أصلى لكى ينقذك الرب من طريق الضلال كل ما يقوله لك ابونا ميخائيل افعله دون أدنى شك أو تردد لا تخف الرب معك. سلام الرب معك. وغابت العذراء مريم وغاب النور وقام مجدى من على الفراش ليسأل نفسه: هل أنا كنت نائم أم لا؟  لا أنا فعلاً كنت مع  العذراء، وسوف أطيع أبونا ميخائيل فى كل ما يقوله لى. مضى اسبوعان كلهم صلاة وانجيل وكان يردد كثيرا تلك الترنيمة الى تعلمها فى الكنيسة وتقول:

يا محبأ مات عن جنس البشر             امح اثمى انت اول من غفر

كن معينأ فانا ممن عثر                     بالخطايا يا حبيبى يا يسوع

 

وكان كلما يقولها تنهمر الدموع من عينية ويدخله سلام ورجاء لم يختبرها من قبل.

         مع ابونا ميخائيل ثانية: استطاع ابونا ميخائيل بنعمة الرب على الحصول على تصريح آخر لزيارة مجدى..سلم ابونا على مجدى بحرارة وقال له: "ازيك يا مجدى دلوقتى عامل اية؟"

ـ انا يا ابونا دلوقتى لا افكر فى شى إلا خلاص نفسى؛ حتى الحكم الصادر علىّ وهو ثلاث سنوات سجن. لم يعد يهمنى الذى يهمنى فقط هو قبول الله لتوبتى.

ـ هل تقرأ الانجيل يا مجدى؟

ـ نعم يا ابونا بنعمة ربنا فى الاسبوعين الى فاتوا قرأت العهد الجديد باكمله حوالى سبع مرات وقد رأيت فى حلم أو ربما كنت مستيقظاً السيدة العذراء مريم وهى تقول لى: نا كنت أصلى علشانك والمسيح بيحبك وسوف يقبلك ويحسبك مع التائبين." كما امرتنى العذراء ان اطيع قدسك.

وهنا قال ابونا لمجدى: تعال نصلى. وركع ابونا واغلق عينية وصلى قائلا: "يارب إنت وعدت إن الخاطى اللى يرجع تقبله، ولا ترده، فأنا خاطى. اقبلنى. وباركنى، وبارك اخويا مجدى. بشفاعة العذراء مريم. وارشدنا لطاعتك وسماع صوتك أمين".

وسأل ابونا مجدى قائلا: هل صدر عليك حكم يا مجدى؟

ـ نعم يا ابونا صدر حكم بالحبس 3 سنوات. لكن بابا تفاهم مع المحامى لكى يقدم استئناف فى محاولة للحصول على البراءة..او حتى تخفيف المدة.

ـ طيب يا مجدى عاوز حاجة؟

ـ انا يا ابونا مش عايز غير غفران خطاياى، انا عملت جرائم كثير لم تكتشف، ولم يعرفها لبوليس، أو النيابة، وعاوز اعترف بيها لقدسك.

واعترف مجدى بكل جرائم القتل والزنى والسرقة وبعد ان انتهى من الاعتراف قال له أبونا: شوف يا مجدى لازم تعترف بكل شى أمام المحكمة علشان ربنا يسامحك. اقتنع مجدى بكلام أبونا وصمم على طاعتة مهما كانت النتيجة وبعد نهاية الاعتراف ركع مجدى وصلى له أبونا ميخائيل التحليل بعد ان قال له صلى فى سرك نعظمك يا ام النور الحقيقيى. واثناء التحليل حينما قال ابونا (حالـله وطهره) شعر مجدى بقوة تسرى فى كيانه مع فرح وسلام داخل قلبه. وقبل ان ينصرف أبونا قال لمجدى: استعد الاحد المقبل ان شاء للة ساحضر لك التناول لكى تنال غفران خطاياك بدم المسيح. وفعلا بعد اسبوع استعداد فى صلاة وسهر وقراءة حضر ابونا وتناول مجدى للمرة الولى بعد توبتة وشعر فى داخلة انه قد قام بعد سقوط طال زمانه وما اجمل قول احد القديسين: "المسيحيون يقيمون سر الافخارستيا، وسر الافخارستيا يقيم المسيحيين." وكانت مشاعره تناجى الرب يسوع مع القديس اغسطينوس قائلا: "لقد كنت اغتم حرصاً على لذات العالم. واليوم سررت أشد السرور لبعدها، لقد ابعدت يارب عنى تلك اللذات الشنيعة وجلست انت مكانها ايها اللذة الحقيقية."

ولم يعد مجدى يفكر فى موضوع القضية والحكم الصادر عليه. بل كان كل تفكيرة كيف يرضى الرب ويعوض السنين التى ضاعت فى الخطية.

الاستئناف والمفاجئة: حينما حل موعد نظر القضية كان صوت العذراء يرن فى اذن مجدى: "لابد ان تطيع كل كلام ابونا ميخائيل." ولقد وقف المحامى الاستاذ فاروق وقدم مذكرة التماس بتخفيف العقوبة نظراً لظروف مجدى وانه طالب كما انه أغوى من الآخرين وأن هذه هى الجريمة الاولى وهى مجرد سرقة. وحينما نادى القاضى اسم مجدى يسى رد مجدى قائلا: "نعم يا سيادة القاضى انا مجدى يسى وعندى اقوال مهمة جدا فى القضية".

ـ اتفضل قول يا مجدى.

ـ انا يا سيادى القاضى شاب ادرس فى الجامعة وقد ابتعدت عن الله وتركت الكنيسة والكتاب المقدس ودخلت فى معاشرات ردية وبدأت اتورط فى جرائم كثيرة وهناك اكثر من عشرة جرائم ارتكبتها ولم اضبط فيها وكانت تقيد تضد مجهول وهذة هى الجرائم التى فعلتها. وكان مجدى يمسك بورقة فى يدة مكتوبا فيها كل الجرائم التى فعلها ولم يمسك فيها واعترف بها علانية أمام الجميع. ما ان انتهى مجدى من اعترافة هذا حتى سأله القاضى: هل انت فى كامل وعيك وإرادتك؟

ـ نعم يا سيادى القاضى فانا أريد فقط راحة ضميرى حتى انال عقابى هنا على الارض واستريح فى الملكوت. انتهت الجلسة ولكن الاستاذ فاروق المحامى أصيب بدهشة وبشلل فى التفكير وخرج وهو يجر رجلية وعندما ذهب لمنزل والد مجدى سأله الوالد بسرعة قائلا: "ما هى أخبار مجدى يا أستاذ فاروق؟هل هناك امل فى البراءة او حتى تخفيف المدة؟"

عندما حكى لهم الاستاذ فاروق ما حدث فى المحكمة من مجدى وقعت الام مغشيا عليها واخذ الاب يناقش فى بعض النواحى القانونية اما الاخت مارى ففكرت بمفهوم روحى وقررت الذهاب لأبونا ميخائيل لتفهم منه موضوع توبة مجدى.

 كارزا داخل السجن: شعر مجدى بفرح شديد بعد اعترافه أمام القاضى واخذ يكرز بالتوبة لجميع الاخوة الذين معه فى السجن ويحدثهم عن محبة الرب يسوع للخطاة وكيف انه قال عبارتة المملؤة رجاء لنا: "من يقبل الىّ لا أخرجة خارجاً" (يو 6 :37). حتى ان كثيرين من المسجونين تابوا بسبب المثال الذى رأوه مجسما فى حياتهم التى امتلأت بالفرح والسلام الحقيقى. وبدأ هؤلاء المسجونين التائبين يمارسون الاعتراف على يد كاهن السجن الذى كان يحضر لهم كل اسبوع.

وتمضى الأيام والأسابيع فى انتظار الحكم. ومجدى لا يهمه إلا أن يكرز بالتوبة للمسجونين لكى يخلص على حال قوماً. وعندما جاء يوم النطق بالحكم كانت المفاجئة للجميع وهى صدور الحكم بالاعدام بعد ان تم ضم ملف الجنايات التى قيدت من قبل ضد مجهول. ورغم كل الالتماسات العديدة التى قدمها الاستاذ فاروق لوقف تنفيذ الاعدام الا انها لم تفعل اكثر من تاجيل التنفيذ وهذا كان من الرب لكى يكمل مجدى توبته وكرازته للذين كانوا معه. وانا هو فكان يعتبر كل يوم هو اخر ايامه فى الجسد فيزداد استعداده وسهره واشتياقه للانطلاق فكان مجدى يصلى كل صلوات الاجبية ويردد مع الرسول بولس: "لى الحياة هى المسيح والموت هو ربح" ( فيلبي 1 :21)  

اليوم تكون معى فى الفردوس: عرف مجدى موعد الاعدام قبلها بأيام فأخبر بذلك ابونا ميخائيل كما اخبر أسرته ولما جاء اليوم المحدد للاعدام كان ابونا ميخائيل قد قضى الليل كله فى الصلاة من أجله ثم ذهب فى الصباح الباكر ليناوله. استيقظ مجدى فى هذا اليوم فرحاً لانه رأى العذراء مريم فى نومه وقالت له: "يا مجدى أنت أكملت توبتك. والرب قبلها. افرح بإكليلك. إكليل التائبين. وسوف نفرح كلنا بمجيئك."

احضروا لمجدى بدلة الاعدام فقال لهم: "انا تعبتكم خالص معايا سامحونى على تعبكم." فقال له أحد العساكر: "انا عايزك تدعى لنا يا مجدى علشان ربنا يبارك حياتنا." فقال له مجدى: ربنا معاك يا عم حسن ويبارك كل اسرتك وهنا كان الضباط والعساكر يسرعون الى مجدى ليكتب لهم كلمات للذكرى فى اوراقهم الخاصة فكان يكتب لهم من الايات التى حفظها ويوقع فى النهاية. وفى طريقه للإعدام تقابل مع اصحابه الأربعة. وجميعهم أخذوا حكم بالسجن لمدة 15 سنة مع الاشغال. واذ بسامى يقول لمجدى: "أرجوك حينما تذهب عند المسيح اذكرنا فى صلاتك لكى نبدأ حياة توبة قوية.."

وعندئذ حضر ابونا ومعه جسد الرب ودمه. حيث استمع للاعتراف الاخير من مجدى ثم ناوله. صلى مجدى قائلا: "يارب فى يديك استودع روحى."

وهنا كان حبل المشنقة ينزل على رقبته. وبعد لحظات كان الجسد ملقى على الارض. وانطلقت روحة الى الفردوس. واستلمت اسرته الجسد وصلى علية ابونا ميخائيل فى الكنيسة وعزاهم.
من يصدق ان مجدى كان وهو ذاهب الى المشنقة كان يبتسم من يصدق ذلك.

 
 

 

 
 

 

1ـ فى رأيك هل كان "مجدى" من البداية شاب منحرف.

2ـ كيف ترى "سقوط" مجدى.. هل هذا طبيعى..

3ـ مجدى كان يحضر الكنيسة ويعترف ويتناول.. ولكن كان اصحابه "مختلفين" عنه. ناقش. هل الوسط يمكن أن يكون له تأثير علىّ. أم أنا قوى لايمكن أحد يؤثر علىّ.

4ـ كيف افتقد الشيطان "مجدى"

5ـ كيف افتقد الله "مجدى".

6ـ تخيل: أفلت مجدى واصحابه من كل جرائمهم.. كيف تتوقع أن تسير حياته.

6ـ هل كان يمكن أن يتوب "مجدى" بعمل الله فقط؟

7ـ أين "أنا" من كل ما يدور حولى، هل لىّ رأى، إرادة، قبول أو رفض، أم أنا "مسير" فى الوسط الذى أعيش فيه. لا قدرة لى على تغير "ظروفى".

8ـ كيف تاب "مجدى"، فى رأيك هل كان هذا سهل.

9ـ ما هى الآية التى كان يحبها "مجدى".

9ـ فى رأيك: ألم يكن يكفى اعتراف "مجدى" بخطاياه لأبونا. هل كان لابد أن يقول للقاضى عن الجرائم التى "لم يره أحد فيها، ولم يحاسبه أحد عليها."

10ـ ما هو التغير الذى حدث لمجدى "بعد توبته".

11ـ أنا لم اسرق ولم اقتل ولم أزنى... هل يمكن أن تعرف التوبة بالنسبة لك.

 

 
  Back  
1