بقدر ما نحب . نقترب من الله
إذا كانت لنا المحبة المصحوبة بالحنان والشفقة فلن نترصد لعيوب الآخرين .
المحبة تستر كثرة من الخطايا ( 1 بط 4 : 8 ) ، المحبة لا تفكر فى السوء وتستر على كل شئ ( 1كو 13 : 5 ، 7 ). فإذا كانت لنا المحبة الحقيقية فهى نفسها ستستر كل ذلك وسيصير موقفنا من عيوب الناس كموقف القديسيين إزاءها .
الأم عندما يتسخ ابنها ويصير شكله قبيحاً ، فإنها لا تتباعد عنه مشمئزة منه . بل تسر بأن تنظفه وتعيده إلى شكله اللطيف المبهج . كذلك هو الأمر مع القديسيين ، فإنهم يعتنون بالخاطئ ويهيئونه ويتحملون عبء إصلاحه ،وأيضاًحتى يتقدموا هم أنفسهم أكثر فى محبة المسيح .
افترضوا دائرة مرسومة على الأرض . تصوروا أن هذه الدائرة هى العالم .ومركزها هو الله
أنصاف قطر الدائرة ، هى الطرق المختلفة أو أنواع الحياة التى يحياها البشر
أما القديسون الراغبون فى الإقتراب إلى الله فإنهم عندما يسيرون نحو وسط الدائرة
فبقدر ما يتعمقون إلى الداخل بقدر ما يقتربون بعضهم من بعض
كما يقتربون فى نفس الوقت من الله فبقدر ما يقتربون من الله يقتربون من بعضهم البعض
وبقدر ما يقتربون من بضهم البعض يقتربون من الله
والعكس صحيح
عندما ينأى الإنسان عن الله منجذباً ناحية الخارج فواضح أنه بقدر ابتعاده عن الآخرين يكون ابتعاده أيضاً عن الله .
هذه هى طبيعة المحبة ، بقدر ما نحن فى الخارج ولا نحب الله بقدر ما نحن على هذا البعد نفسه من جهة القريب
أما إذا كنا نحب الله فبقدر مانقترب إليه بمحبتنا له ، بقدر مل يكون لنا شركة محبة القريب
وبقدر مانكون متحدين بالقريب نكون متحدين بالله .
أبًّـا دوريثيئوس
من غزة ـ القرن السادس