عودة للصفحة الرئيسيةفيلم الأرض
السياق: مصر عام 1933 يحدد بك أحد الإقطاعيين للفلاحين عشرة أيام فقط لري أراضيهم ثم يخفضها إلى خمسة حتى يستحوذ بباقي الأيام لري أرضه . يثور عليه الأهالي وعلى رأسهم محمد أبو سويلم . يزداد محمود بك عنادًا وينزع ملكية أرض بعض الفلاحين لإنشاء طريق يصل قصره بالطريق العمومي ، ترسل الحكومة قوات من الهجانة لتأديب الأهالي وإخماد ثورتهم . يصاب أبو سويلم أثناء تصديه لهم . يجرجره المأمور على الأرض أمام أهل القرية حتى يكون عبرة لهم وليرغمه للاستسلام ولكنه يظل متمسكًا بأرضه.
وقد تم إعداد هذا الفيلم عن قصة الأرض للكاتب عبد الرحمن الشرقاوي، “والرؤية الفنية لقصة الأرض هي رؤية الواقعية الاشتراكية”وهي الرؤية التي كانت تتبناها التنظيمات الشيوعية داخل وخارج الاتحاد السوفييتي (قبل انهياره). “وقد اهتمت الرواية ـ وكذلك الفيلم ـ بأفكار ومواقف شخصيات تنتمي إلى الجيل السابق : محمد أبو سويلم : (تمثيل محمود المليجي)، الفلاح الذي كان شيخاً للخفراء وفقد وظيفته عندما رفض أوامر المأمور بسحب الرجال إلى صناديق الانتخابات وتسجيل أصوات انتخابية بأسماء الموتى. والشيخ يوسف: (تمثيل عبد الرحمن الخميسي) صاحب دكان القرية. الشيخ حسونة: (تمثيل يحي شاهين) خريج الأزهر، وهو ناظر المدرسة الذي أبعدته السلطة إلى القاهرة بسبب مواقفه الوطنية في القرية، ولسوف يعود إلى القرية خلال الأحداث ليشارك أهلها محنتهم، وكانوا ينتظرون عودته ويعلقون عليه الآمال. إن الاختلاف فيما انتهى إليه هؤلاء الثلاثة يشكل قيمة أساسية في الرواية وفي الفيلم، إذ إن محمد أبو سويلم هو الوحيد الذي يبقى أصيلاً نظيفاً بين هؤلاء الثلاثة الذين شاركوا سابقاً في تظاهرات عام 1919م وكانوا معاً في بداية الأحداث بالقرية. أما الشيخ يوسف فهو في الرواية نموذج البرجوازي الصغير الذي يميل حيث تميل مصالحه، وهو يذم ـ باستمرار ـ الصفات السلبية في أهل البلد، ولكنه لا يجد غضاضة في البيع على هواه لأنفار لسكة الزراعية رغم أنهم موضع معارضة أهل القرية ثم هو أخيراً يتخلى عن مواقفه لأنه يطمع في منصب العمودية الذي بقي شاغراً بوفاة العمدة. أما الشيخ حسونة : (الأزهري) الذي يعود إلى القرية ليشارك أهلها في محنتهم ويبدو شديد الحماس، فإن دوره ـ في الرواية ـ ينتهي بانتهاء الإجازة وعودته إلى القاهرة، في حين أن الفيلم، جعله يتخلى عن مواقفه بعد أن وعده (محمود بك) بوعود شتى”ومنها أن تسوى مشكلته الخاصة، وأن تتجنب الزراعية (أي الطريق الزراعي) أرضه. أما الشيخ الشناوي (تمثيل توفيق الدقن) المشعوذ وعميل العمدة، وناشر الإشاعات، وقد كان الفيلم أكثر تحديداً معه عندما أشار إلى أنه قاتل “خضرة”(تمثيل فاطمة عمارة). و اللافت للانتباه هنا أن كل الصفات الذميمة قد أسندتها الرواية - ثم الفيلم - لشخصيات إســلامية تحمل لقب “الشيخ”. و لكي تكتمل صورة الاختراق الثقافي ضد الإسلام يجدر الإشارة إلى أن صانعي الفيلم لم يعجبهم مسار الشخصية الأزهرية (الشيخ حسونة) في النص الروائي الأصلي فقاموا بتعديل هذه الشخصية لكي يصبح خائناً لأهل قريته وقضيتهم العامة فيتحالف مع (محمود بك) رمز الظلم والاستبداد مقابل عدم تعرض مصالحه للخطر. فشيوخ فيلم الأرض كما يراهم يوسف شاهين هم كائنات أنانية وخائنة ومشعوذة ومتهمة بالقتل. عودة للصفحة الرئيسية |
فصل من كتاب: الاختراق الثقافي في السينما المصرية- تأليف الإذاعي/ مجدي صلاح أبوسالم |