صاحب
الفضيلة الشيخ / محمد بن صالح بن عثيمين
سلمه الله ورعاه سلام
عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد يستعد
العالم في الأيام القادمة لاستقبال (
الألفية الثالثة) وتطالعنا الصحف بهذا
الموضوع بشكل مكثف والسؤال : ما حكم الشرع
في نظركم عن هذا الأمر ؟ وكيف يستعد
المسلمون لاستقبال الألفية الجديدة ؟ والسلام
عليكم ورحمة الله وبركاته بسم
الله الرحمن الرحيم
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته لا
ينبغي للمسلمين أن يعبئوا بهذا الأمر ولا
أن يرفعوا له رأساً لأنه لا علاقة لهم به
فتأريخ المسلمين هو التأريخ الهجري
المبني على مناسبة من أفضل المناسبات بل
هي أليق المناسبات ببدء التاريخ الإسلامي
لأنه تاريخ يذكرهم بابتداء عزهم وإنشاء
دولتهم وقوة سلطانهم وأما
ما يروجه بعض الناس مما سيكون فكله تخرص
ليس له أصل من شرع ولا عقل ولا محسوس ،
اللهم إلا ما كان من صنعهم مما صنعوه هم
وجعلوه له أمداً ينتهي إليه أما
علم الغيب فهو لله وحده قال الله تعالى
قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا
الله وما يشعرون أيان يبعثون
أسأل
الله تعالى أن يرزقنا العزة بإيماننا
والنصر على أعدائنا إنه جواد كريم كتبه
محمد الصالح العثيمين في 7/8/1420هـ
|
بسم
الله الرحمن الرحيم فضيلة
الشيخ/ عبد الله بن عبد الرحمن
بن جبرين حفظه
الله السلام
عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد
: سوف
يحتفل العالم بعد عدة أشهر بما يسمى
الألفية الثالثة بمناسبة دخول عام (2000)
للميلاد . فما
حكم الشرع فيما يفعله بعض المسلمين
بالمشاركة في
هذا الاحتفال ولو من باب المجاملة
للنصارى؟ أفيدونا مأجورين الجواب
: لا يجوز الاحتفال بأعياد الكفار ولو على
وجه المجاملة؛ لأنها أعياد مبتعدة ما أنزل
الله بها من سلطان، فلا أصل لها في الكتب
السماوية ولا في الشراع الإلهية، وإنما هي
محدثات النصارى الذين شرعوا من الدين ما
لم يأذن به الله ولاشك
أن مشاركتهم في هذا الاحتفال أو في غيره من
أعيادهم يُعتبر ذلك إقراراً لهذه
المحدثات وتعظيماً لهؤلاء المبتدعة، فعلى
هذا يحرم على المسلمين تعظيم هذه الأعياد
وتهنئة أهلها وإظهار شيء من الفرح
والسرور بها مما يُعدُّ إقراراً لتلك
البدع، بل المسلمون يعتبرونها كسائر أيام
السنة وإنما يحتفلون بالأعياد الشرعية
الإسلامية وبما شُرع فيها من الصلاة
والعبادات والله أعلم
|
السؤال
: ما حكم من يحتفل بأعياد الكفار أو يهنئهم
بها مع علمه بأن ذلك من خصائصهم كما هو حال
أكثر المسلمين اليوم ؟! الجواب
: الحمد لله والصلاة و السلام على من لا نبي
بعده ... وبعد
: فإن
الاحتفال بأعياد الكفار أو التهنئة بها مع
العلم بأن ذلك من خصائصهم لا يخلو
من هذه الأحوال : أولا
: إما أن
يكون ذلك لمجرد موافقتهم ومجاراة
لتقاليدهم وعاداتهم من غير تعظيم لشعائر
دينهم ولا اعتقاد من المشارك لصحة عقائدهم
(وهذا يتصور في التهنئة اكثر منه في حضور
الاحتفال ) وحكم هذا الفعل
التحريم لما فيه من مشاركتهم ولكونه
ذريعة إلى تعظيم شعائرهم و إقرار دينهم . قال
كثير من السلف في تفسير قوله تعالى ((
والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو
مروا كراما )) إن شهود الزور هو حضور أعياد
المشركين وقال صلى الله عليه وسلم ((إن لكل
قوم عيداً )) وهذا من
أوضح الأدلة على الاختصاص . ثانيا
: و
إما أن يكون ذلك لشهوة تتعلق بالمشاركة
كمن يحضر أعيادهم ليشاركهم في شرب الخمور
والرقص واختلاط الرجال بالنساء ونحو ذلك .
وحكم هذا النوع التحريم المغلظ لان هذه
الأفعال محرمة بذاتها فإذا اقترنت بها
المشاركة في شهود زورهم
كانت اعظم تحريما . ثالثا
: و
إما أن تكون المشاركة بنية التقرب إلى
الله تعالى بتعظيم ذكرى ميلاد المسيح عليه
السلام لكونه رسولا معظما كما يحتفل بعض
الناس بذكرى مولد الرسول صلى الله عليه
وسلم ، وحكم هذا النوع انه بدعة ضلالة وهي
أشد تحريما وأغلظ ضلالا من الاحتفال بمولد
الرسول لكون صاحبها يشارك من يحتفلون بذلك
معتقدين أن المسيح هو الله أو ابن الله -
تعالى الله عما يصفون - وهذا مما أحدثوه في
دينهم مما لم يشرعه الله تعالى ولم يفعله
المسيح عليه السلام ولا غيره من الأنبياء
وتعظيم الأنبياء إنما يكون بمحبتهم
واتباع دينهم وليس بهذه الاحتفالات رابعا
: و
إما أن يكون الاحتفال مقرونا باعتقاد صحة
دينهم والرضى بشعائرهم و إقرار عبادتهم
كما عبروا قديما بقولهم (( المعبود واحد
وان كانت الطرق مختلفة ))وكما يعبرون حديثا
بوحدة الأديان واخوة الرسالات وهو من
شعارات الماسونية وأشباهها وحكم هذا
النوع انه كفر مخرج من الملة قال تعالى ((ومن
يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في
الآخرة من الخاسرين )). وصلى
الله وسلم على محمد وآله وصحبه أجمعين .
وكتبه
/ سفر بن عبد الرحمن الحوالي
مكة
المكرمة
|