اللجنة الدائمة للإفتاء2 اللجنة الدائمة للإفتاء 1 الشيخ عبد الله بن جبرين الشيخ محمد بن عثيمين الشيخ عبدالعزيز بن باز الشيخ محمد بن إبراهيم
 الشيخ سفر بن عبد الرحمن الحوالي- المصدر بدعة الاحتفال بالألفية

الصفحة الرئيسة

سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله تعالى

في فتاواه 3/105

من محمد بن إبراهيم إلى ......سلمه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

ذكر لنا أن بعض التجار في العام الماضي استوردوا هدايا خاصة بمناسبة العيد المسيحي لرأس السنة الميلادية من ضمن هذه الهدايا شجرة الميلاد المسيحي وأن بعض المواطنين كانوا يشترونها ويقدمونها للأجانبالمسيحيين في بلادنا مشاركة منهم في هذا العيد

وهذا أمر منكر ما كان ينبغي لهم فعله ولا نشك في أنكم تعرفون عدم جواز ذلك وما ذكره أهل العلم من الاتفاق على حظر مشاركة الكفار من مشركين وأهل كتاب في أعيادهم

فنأمل منكم ملاحظة منع ما يرد بالبلاد من هذه الهدايا وما في حكمها مما هو خصائص عيدهم

 

رجوع

 سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى

مجموع فتاوى ومقالات متنوعة 6/405

س/ بعض المسلمين يشاركون النصارى في أعيادهم فما توجيهكم

ج/ لا يجوز للمسلم ولا المسلمة مشاركة النصارى أو اليهود أو غيرهم من الكفرة في أعيادهم بل يجب ترك ذلك لأن من تشبه بقوم فهو منهم والرسول عليه الصلاة والسلام حذرنا من مشابهتهم والتخلق بأخلاقهم فعلى المؤمن وعلى المؤمنة الحذر من ذلك ولا تجوز لهما المساعدة في ذلك بأي شئ لأنها أعياد مخالفة للشرع فلا يجوز الاشتراك فيها ولا التعاون مع أهلها ولا مساعدتهم بأي شئ لا بالشاي ولا بالقهوة ولا بغير ذلك كالأواني وغيرها ولأن الله سبحانه يقول وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب فامشاركة مع الكفرة في أعيادهم نوع من التعاون على الإثم والعدوان

رجوع

فضيلة الشيخ محمد العثيمين

صاحب الفضيلة الشيخ / محمد بن صالح بن عثيمين سلمه الله ورعاه

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

يستعد العالم في الأيام القادمة لاستقبال ( الألفية الثالثة) وتطالعنا الصحف بهذا الموضوع بشكل مكثف والسؤال : ما حكم الشرع في نظركم عن هذا الأمر ؟ وكيف يستعد المسلمون لاستقبال الألفية الجديدة ؟

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

لا ينبغي للمسلمين أن يعبئوا بهذا الأمر ولا أن يرفعوا له رأساً لأنه لا علاقة لهم به فتأريخ المسلمين هو التأريخ الهجري المبني على مناسبة من أفضل المناسبات بل هي أليق المناسبات ببدء التاريخ الإسلامي لأنه تاريخ يذكرهم بابتداء عزهم وإنشاء دولتهم وقوة سلطانهم

وأما ما يروجه بعض الناس مما سيكون فكله تخرص ليس له أصل من شرع ولا عقل ولا محسوس ، اللهم إلا ما كان من صنعهم مما صنعوه هم وجعلوه له أمداً ينتهي إليه

أما علم الغيب فهو لله وحده قال الله تعالى  قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون  

أسأل الله تعالى أن يرزقنا العزة بإيماننا والنصر على أعدائنا إنه جواد كريم

كتبه محمد الصالح العثيمين في 7/8/1420هـ

 

رجوع

 

فضيلة الشيخ عبد الله بن جبرين

بسم الله الرحمن الرحيم

فضيلة الشيخ/ عبد الله بن عبد الرحمن  بن جبرين  حفظه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد :

سوف يحتفل العالم بعد عدة أشهر بما يسمى الألفية الثالثة بمناسبة دخول عام (2000) للميلاد .

فما حكم الشرع فيما يفعله بعض المسلمين بالمشاركة  في هذا الاحتفال ولو من باب المجاملة للنصارى؟ أفيدونا مأجورين

الجواب : لا يجوز الاحتفال بأعياد الكفار ولو على وجه المجاملة؛ لأنها أعياد مبتعدة ما أنزل الله بها من سلطان، فلا أصل لها في الكتب السماوية ولا في الشراع الإلهية، وإنما هي محدثات النصارى الذين شرعوا من الدين ما لم يأذن به الله

ولاشك أن مشاركتهم في هذا الاحتفال أو في غيره من أعيادهم يُعتبر ذلك إقراراً لهذه المحدثات وتعظيماً لهؤلاء المبتدعة، فعلى هذا يحرم على المسلمين تعظيم هذه الأعياد  وتهنئة أهلها وإظهار شيء من الفرح والسرور بها مما يُعدُّ إقراراً لتلك البدع، بل المسلمون يعتبرونها كسائر أيام السنة وإنما يحتفلون بالأعياد الشرعية الإسلامية وبما شُرع فيها من الصلاة والعبادات  والله أعلم

 

 

رجوع

 

بيان اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء حول عام 2000 م وما يتعلق به من أمور

قالت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في جواب لها عن سؤال حول عام 2000م ما نصه:

بعد دراسة اللجنة للأسئلة المذكورة أجابت بما يلي : إن أعظم نعمة أنعم الله بها على عباده هي نعمة الإسلام والهداية إلى صراطه المستقيم، ومن رحمته سبحانه أن فرض على عباده المؤمنين أن يسألوه هدايته في صلواتهم، فيسألوه حصول الهداية للصراط المستقيم والثبات عليها . ووصف سبحانه هذا الصراط بأنه صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وليس صراط المنحرفين عنه من اليهود والنصارى وسائر الكفرة والمشركين .

إذا عُلِمَ هذا : فالواجب على المسلم معرفة قدر نعمة الله عليه فيقوم بشكر الله سبحانه قولاً وعملاً واعتقاداً، وعليه أن يحرس هذه النعمة ويحوطها ويعمل الأسباب التي تحفظها من الزوال.

وإن الناظر من أهل البصيرة في دين الله في عالم اليوم الذي التبس فيه الحق بالباطل على كثير من الناس لَيَرَى بوضوح جهود أعداء الإسلام في طمس حقائقه، وإطفاء نوره، ومحاولة إبعاد المسلمين عنه، وقطع صلتهم به، بكل وسيلة ممكنة، فضلاً عن تشويه صورته، وإلصاق التهم والأكاذيب به، لصدِّ البشر جميعاً عن سبيل الله والإيمان بما أنزله على رسوله محمد بن عبد الله ، ومصداق ذلك في قول الله تعالى :  (وَد كَثِيرٌ من أَهلِ الكِتَابِ لَو يَرُدونَكُم مِن بَعدِ إِيمَانِكُم كُفارًا حَسَدًا من عِندِ أَنفُسِهِم من بَعدِ مَا تَبَينَ لَهُمُ الحَق فَاعفُوا وَاصفَحُوا حَتى يَأتِيَ اللهُ بِأَمرِهِ إِن اللهَ عَلَى كُل شَيء قَدِيرٌ)  [ البقرة : 109 ]. وقوله سبحانه:  ( وَدَّت طائِفَةٌ من أَهلِ الكِتَابِ لَو يُضِلونَكُم وَمَا يُضِلونَ إِلا أَنفُسَهُم وَمَا يَشعُرُونَ ) [ آل عمران 69 ]. وقوله جل وعلا:  ( يَا أَيهَا الذِينَ ءامَنُوا إِن تُطِيعُوا الذِينَ كَفَرُوا يَرُدوكُم عَلَى أَعقَابِكُم فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ ) [ آل عمران : 149 ] . وقوله عز وجل :  ( قُل يا أَهلَ الكِتَابِ لِمَ تَصُدونَ عَن سَبِيلِ اللهِ مَن ءامَنَ تَبغُونَهَا عِوَجاً وَأَنتُم شُهَدَاء وَمَا اللهُ بِغَافِلٍ عَما تَعمَلُونَ)  [ آل عمران : 99 ]. وغيرها من الآيات . ولكن – ومع ذلك كله– فالله عز وجل وعد بحفظ دينه وكتابه، فقال جل وعلا :  ( إِن نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لحَاَفِظُوْنَ) . فالحمد لله كثيراً . وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه : لا تزال طائفة من أمته على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى تقوم الساعة . فالحمد لله كثيراً، ونسأله سبحانه وهو القريب المجيب أن يجعلنا وإخواننا المسلمين منهم، إنه جواد كريم .

هذا .. واللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء وهي تسمع وترى الاستعداد الكبير والاهتمام البالغ من طوائف اليهود والنصارى ومن تأثر بهم ممن ينتسب للإسلام بمناسبة تمام عام ألفين واستقبال الألفية الثالثة بالحساب الإفرنجي؛ لا يسعها إلا النصح والبيان لعموم المسلمين عن حقيقة هذه المناسبة، وحكم الشرع المطهر فيها؛ ليكون المسلمون على بصيرة من دينهم، ويحذروا من الانحراف إلى ضلالات المغضوب عليهم والضالين. فنقول :

أولاً : إن اليهود والنصارى يعلقون على هذه الألفية أحداثاً وآلاماً وآمالاً يجزمون بتحققها أو يكادون؛لأنها ناتجة عن بحوث ودراسات كما زعموا، كما يربطون بعضاً من قضايا عقائدهم بهذه الألفية،زاعمين أنها مما جاءت في كتبهم المحرفة .. والواجب على المسلم ألا يلتفت إليها ولا يركن إليها، بل يستغني بكتاب ربِّه سبحانه وسنة نبيه عما سواهما . وأما النظريات والآراء المخالفة لهما فلا تعدو كونها وهماً .

ثانياً: لا تخلو هذه المناسبة وأشباهها من لبس الحق بالباطل، والدعوة إلى الكفر والضلال، والإباحية والإلحاد، وظهور ما هو منكر شرعاً، ومن ذلك : الدعوة إلى وحدة الأديان، وتسوية الإسلام بغيره من الملل والنحل الباطلة، والتبرك بالصليب، وإظهار شعائر الكفر النصرانية واليهودية ونحو ذلك من الأفعال والأقوال التي تتضمن : إما كون الشريعة النصرانية واليهودية المبدلتين المنسوختين موصلةً إلى الله، وإما استحسان بعض ما فيهما مما يخالف دين الإسلام أو غير ذلك مما هو كفر بالله وبرسوله وبالإسلام بإجماع الأمة، هذا فضلاً عن كونه وسيلة من وسائل تغريب المسلمين عن دينهم .

ثالثاً : استفاضت الأدلة من الكتاب والسنة والآثار الصحيحة في النهي عن مشابهة الكفار فيما هو من خصائصهم ومن ذلك : مشابهتهم في أعيادهم واحتفالاتهم بها، والعيد : اسم جنس يدخل فيه كلُّ يومٍ يعود ويتكرر يعظّمه الكفار أو مكان للكفار لهم فيه اجتماع ديني، وكلُّ عملٍ يحدثونه في هذه الأمكنة والأزمنة فهو من أعيادهم، فليس النهي عن خصوص أعيادهم، بل كل ما يعظمونه من الأوقات والأمكنة التي لا أصل لها في دين الإسلام، وما يحدثونه فيها من الأعمال يدخل في ذلك، وكذلك ماقبله وما بعده من الأيام التي هي كالحريم له كما نبَّه على ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى .

ومما جاء في النهي عن خصوص المشابهة في الأعياد قوله تعالى : ( وَالَّذِيْنَ لا يَشْهَدُوْنَ الزُّوْرَ) . في ذكر صفات عباد الله المؤمنين . فقد فسَّرها جماعة من السلف كابن سيرين ومجاهد والربيع بن أنس : بأن الزور هو أعياد الكفار . وثبت عن أنس بن مالك أنه قال : قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال: "ما هذان اليومان؟ قالوا : كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما: يوم الأضحى ويوم الفطر" . خرجه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي بسند صحيح .

وصحَّ عن ثابت بن الضحاك أنه قال : " نذر رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينحر إبلاً ببوانة، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إني نذرت أن أنحر إبلاً ببوانة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يُعبد؟ قالوا : لا . قال : فهل كان فيها عيد من أعيادهم؟ قالوا: لا . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أوفِ بنذرك، فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله، ولا فيما لا يملك ابن آدم" . أخرجه أبو داود بإسناد صحيح .

وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : لا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم ؛ فإن السخطة تنزل عليهم . وقال أيضاً : اجتنبوا أعداء الله في عيدهم .

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : من بنى ببلاد الأعاجم فصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت وهو كذلك حُشر معهم يوم القيامة .

رابعاً : وينهى أيضاً عن أعياد الكفار لاعتبارات كثيرة منها :

  1. أن مشابهتهم في بعض أعيادهم يوجب سرور قلوبهم وانشراح صدورهم بما هم عليه من الباطل .

  2. والمشابهة والمشاكلة في الأمور الظاهرة توجب مشابهة ومشاكلة في الأمور الباطنة من العقائد الفاسدة على وجه المسارقة والتدرج الخفي .

  3. ومن أعظم المفاسد – أيضاً – الحاصلة من ذلك : أن مشابهة الكفار في الظاهر تورث نوع مودة ومحبة وموالاة في الباطن، والمحبة والموالاة لهم تنافي الإيمان كما قال تعالى :  ( يَا أَيُّها الذِيْنَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا اليَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُم أَوْلِيَاءُ بَعْض وَمَنْ يَتَوَلَّهُم مِنْكُمْ فَإِنَّه مِنْهُم إِنَّ اللهَ لاَ يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمينَ ) . وقال سبحانه : ( لاَ تَجِد قَوْماً يُؤْمِنُونَ باللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ يَوادُّونَ مَنْ حَادَ اللهَ وَرَسُوْلَه ) الآية .

خامساً : بناء على ما تقدم فلا يجوز لمسلم يؤمن بالله رباً، وبالإسلام ديناً،وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً؛أن يقيم احتفالات لأعياد لا أصل لها في دين الإسلام ومنها الألفية المزعومة،  ولا يجوز أيضاً حضورها ولا المشاركة فيها ولا الإعانة عليها بأي شيء كان؛ لأنها إثم ومجاوزة لحدود الله،والله تعالى يقول : ( وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثمِ وَالعُدوَانِ وَاتقُوا اللهَ إِن اللهَ شَدِيدُ العِقَابِ) [المائدة : 2 ].

سادساً : لا يجوز لمسلم التعاون مع الكفار بأي وجه من وجوه التعاون في أعيادهم ومن ذلك : إشهار أعيادهم وإعلانها، ومنها الألفية المذكورة، ولا الدعوة إليها بأية وسيلة سواء كانت الدعوة عن طريق وسائل الإعلام، أو نصب الساعات واللوحات الرقمية، أو صناعة الملابس والأغراض التذكارية، أو طبع البطاقات أو الكراسات المدرسية، أو عمل التخفيضات التجارية والجوائز المادية من أجلها، أو الأنشطة الرياضية،أو نشر شعار خاص بها .

سابعاً : لا يجوز لمسلم اعتبار أعياد الكفار ومنها الألفية المذكورة ونحوها مناسبات سعيدة وأوقاتاً مباركة؛ فتعطل فيها الأعمال وتُجرى فيها عقود الزواج أو ابتداء الأعمال التجارية أو افتتاح المشاريع وغيرها، ولا يجوز أن يعتقد في هذه الأيام ميزة على غيرها؛ لأن هذه الأيام كغيرها من الأيام؛ ولأن هذا من الاعتقاد الفاسد الذي لا يغيِّر من حقيقتها شيئاً، بل إن هذا الاعتقاد فيها هو إثم على إثم،نسأل الله العافية والسلامة .

ثامناً: لا يجوز لمسلم التهنئة بأعياد الكفار؛ لأن ذلك نوع رضا بما هم عليه من الباطل وإدخال للسرور عليهم، قال ابن القيم رحمه الله تعالى : "وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم فيقول : عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثماً عند الله وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه . وكثير من لا قدر للدين عنده يقع في ذلك ولا يدري قبح ما فعل، فمن هنَّأ عبداً بمعصيةٍ أو بدعةٍ أو كفرٍ فقد تعرض لمقت الله وسخطه". أ هـ .

تاسعاً : شرف للمسلمين التزامهم بتاريخ هجرة نبيِّهم محمد صلى الله عليه وسلم الذي أجمع عليه الصحابة رضي الله عنهم ، وأرخوا به بدون احتفال وتوارثه المسلمون من بعدهم منذ أربعة عشر قرناً إلى يومنا هذا، لذا فلا يجوز لمسلم التولي عن التاريخ الهجري والأخذ بغيره من تواريخ أمم الأرض كالتاريخ الميلادي،فإنه من استبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير. هذا ونوصي جميع إخواننا المسلمين بتقوى الله حق التقوى وبالعمل بطاعته والبعد عن معاصيه، والتواصي بذلك والصبر عليه.

وليجتهد كلُّ مؤمنٍ ناصحٍ لنفسه حريصٍ على نجاتها من غضب الله ولعنته في الدنيا والآخرة في تحقيق العلم والإيمان، وليتخذ الله هادياً ونصيراً وحاكماً وولياً، فإنه نعم المولى ونعم النصير، وكفى بربك هادياً ونصيراً. وليدعُ بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم : اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم .

والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .

 

التوقيع : اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء .

الرئيس : عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ

عضو : عبد الله بن عبد الرحمن الغديان

عضو : صالح بن فوزان الفوزان

عضو : بكر بن عبد الله أبو زيد  

 

رجوع

 

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

فتوى رقم 2540

السؤال

من فضلك يا شيخنا العزيز قد دخل بيني وبين إخواني المسليمن مناقشة دين الإسلام وهي أن بعض المسلمين في غانا يعظمون عطلات اليهود والنصارى ويتركون عطلاتهم حتى كانوا إذا جاء وقت العيد لليهود والنصارى يعطلون المدارس الإسلامية بمناسبة عيدهم وإن جاء عيد المسلمين لا يعطلون المدارس الإسلامية ويقولون إن تتبعوا عطلات اليهود والنصارى سوف يدخلون دين الإسلام يا شيخنا العزيز عليك أن تفهم لنا أفعلتهم هل هي صحيحة في الدين أو لا؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على  رسوله وآله وصحبه وبعد

أولا  السنة إظهار الشعائر الدينية الإسلامية بين المسلمين وترك إظهارها مخالف لهدي الرسول صلى الله عليه وسلم وقد ثبت عنه أنه قال عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين تمسكوا بها وعضواعليها بالنواجذ الحديث

ثانيا لا يجوز للمسلم أن يشارك الكفار في أعيادهم ويظهر الفرح والسرور بهذه المناسبة  ويعطل الأعمال سواء كانت دينية أو دنيوية لأن هذا من مشابهة أعداء الله المحرمة ومن التعاون معهم على الباطل وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال من تشبه بقوم فهو منهم والله سبحانه يقول  وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله شديد العقاب

وننصحك بالرجوع إلى كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه فإنه مفيد جدا في هذا الباب

وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة

عبد الرزاق عفيفي

عضو

عبد الله بن قعود

عضو

عبد الله بن غديان

رجوع

 

الشيخ سفر الحوالي

السؤال : ما حكم من يحتفل بأعياد الكفار أو يهنئهم بها مع علمه بأن ذلك من خصائصهم كما هو حال أكثر المسلمين اليوم ؟!

 

الجواب : الحمد لله والصلاة و السلام على من لا نبي  بعده ...  وبعد :

فإن الاحتفال بأعياد الكفار أو التهنئة بها مع العلم بأن ذلك من خصائصهم لا يخلو   من هذه الأحوال :

أولا :    إما أن يكون ذلك لمجرد موافقتهم ومجاراة لتقاليدهم وعاداتهم من غير تعظيم لشعائر دينهم ولا اعتقاد من المشارك لصحة عقائدهم (وهذا يتصور في التهنئة اكثر منه في حضور الاحتفال ) وحكم هذا الفعل  التحريم لما فيه من مشاركتهم ولكونه ذريعة إلى تعظيم شعائرهم و إقرار دينهم .

قال كثير من السلف في تفسير قوله تعالى (( والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما )) إن شهود الزور هو حضور أعياد المشركين وقال صلى الله عليه وسلم ((إن لكل قوم عيداً )) وهذا  من   أوضح الأدلة على الاختصاص .

ثانيا :    و إما أن يكون ذلك لشهوة تتعلق بالمشاركة كمن يحضر أعيادهم ليشاركهم في شرب الخمور والرقص واختلاط الرجال بالنساء ونحو ذلك . وحكم هذا النوع التحريم المغلظ لان هذه الأفعال محرمة بذاتها فإذا اقترنت بها المشاركة في شهود زورهم  كانت اعظم تحريما .

ثالثا :    و إما أن تكون المشاركة بنية التقرب إلى الله تعالى بتعظيم ذكرى ميلاد المسيح عليه السلام لكونه رسولا معظما كما يحتفل بعض الناس بذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ، وحكم هذا النوع انه بدعة ضلالة وهي أشد تحريما وأغلظ ضلالا من الاحتفال بمولد الرسول لكون صاحبها يشارك من يحتفلون بذلك معتقدين أن المسيح هو الله أو ابن الله - تعالى الله عما يصفون - وهذا مما أحدثوه في دينهم مما لم يشرعه الله تعالى ولم يفعله المسيح عليه السلام ولا غيره من الأنبياء وتعظيم الأنبياء إنما يكون بمحبتهم واتباع دينهم وليس بهذه الاحتفالات

رابعا :    و إما أن يكون الاحتفال مقرونا باعتقاد صحة دينهم والرضى بشعائرهم و إقرار عبادتهم كما عبروا قديما بقولهم (( المعبود واحد وان كانت الطرق مختلفة ))وكما يعبرون حديثا بوحدة الأديان واخوة الرسالات وهو من شعارات الماسونية وأشباهها وحكم هذا النوع انه كفر مخرج من الملة قال تعالى ((ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين )).

وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه أجمعين .

    

 

وكتبه / سفر بن عبد الرحمن الحوالي

مكة المكرمة

 

رجوع

1