كي تكون الدولة دولة, يجب أن تضع كل المواثيق الدولية والقيم الإنسانية وراء ظهرها أو في سلة الزبالة, ثم تعلن التزامها بأمرين اثنين لا ثالث ولا عاشر لهما ..الأول: أن تعلن أنها في حضن أمريكا , والثاني أن تجاهر على الملأ و رؤوس الأشهاد بأنها قررت أن تضع نفسها في جيب إسرائيل , وإذا لم تفعل ذلك فالويل لها فهي دولة إرهابية ملعونة وشريرة و همجية تستحق السحق و المحق والإبادة من على وجه المعمورة.التقرير السنوي للخارجية الأمريكية يضع أربع دول عربية في قائمة الدول الإرهابية. لماذا لأنها لم تطبع مع إسرائيل. هذا ليس تقريرا أمريكيا …إنه "بروتوكول صهيوني"!! لعلكم شاهدتم كما شاهد ملايين من العرب عبر شاشات التلفزيون حالة الذعر و الرعب التي اجتاحت المستوطنين الصهاينة في شمال فلسطين المحتلة أثناء قصف المقاومة اللبنانية لمستوطناتهم ردا على العدوان الهمجي الذي تشنه إسرائيل على مناطق الجنوب اللبناني المحتل أكثر ما لفت الانتباه هو كان حالة الجنود الصهاينة وهم يرتمون أرضا أو يبحثون عن مكان يختبئون فيه من الحمم المتساقطة على رؤوسهم, كالصراصير التي تتعرض للرش بالمبيدات.من جديد يسقط المقاومون اللبنانيون أسطورة الجيش الذي لا يقهر. لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لاحياة لمن تنادي للعلم فقط..لا يوجد أي قرار من مجلس الأمن الدولي يقول بفرض حظر على الطيران في شمال العراق أو جنوبه, بل إن الحظر هو اختراع أمريكي فرضته الولايات المتحدة بالقوة.لذلك فإن ما يتعرض له العراق الآن من حظر جوي في المنطقتين إضافة إلى الغارات المتواصلة على أراضيه ومنشآته هو عدوان سافر بكل معنى الكلمة و يتعارض مع الشرعية الدولية إنها باختصار شريعة الغاب التي تذكرنا بعصابات الكاوبوي في أفلام رعاة البقر الأمريكية. هذه على كل حال حقيقة الولايات المتحدة الأمريكية ومن شب على شيء شاب عليه من يتابع شبكة سي إن إن الأمريكية, لا شك أنه يلاحظ سؤالا يوميا يطرح على المشاهدين والإجابة تأتي مكتوبة على الشاشة بعد دقائق. وفي أحد الأيام طرح سؤال كان ملفوفا بكمية كبيرة من الخبث, وجاء فيه: كم مدنيا إسرائيليا قتل على الحدود مع لبنان بين العام 80-99 وتم طرح ثلاثة خيارات على المشاهدين: 19 قتيلا,و 9 قتلى أو 50 قتيلا؟ وكان الجواب 9 قتلى السؤال ليس بريئا على الإطلاق و على كل حال فالأمر ليس غريبا على سي إن إن و صهيونيتها و انحيازها, و الإناء عادة ينضح بما فيه.لو كان السؤال مقلوبا: كم مدنيا لبنانيا قتل على يد قوات العدو الإسرائيلي بين العام 85-99 لكان الجواب بالمئات..بل بالآلاف. فهل تطرح سي إن إن هذا السؤال الذي يفضح عدوانية إسرائيل؟ |
الصفحة السابقة سجل الـــزوار تصفح سجل الزوار البريــد الإلكتروني